إتصل بنا
Address: عمارة بن إسماعيل شارع 18 جانفي -باجة 9000
تابعنا

المدونة

organic
صوف
الصوف ثروة مهدورة تأبى الاندثار

الصوف ثروة مهدورة تأبى الاندثار

يُعدُّ الصوف من الثروات المهدورة في العالم العربي في ظل انتشار النسيج  العصري رغم أن المنسوجات الصوفية لها

.العديد من المزايا، فهي سهلة  التنظيف كما أنها تعمل على امتصاص الرطوبة وتُمثل عازلاً طبيعيًا للبرودة والحرارة

.يحظى الصوف بشعبية كبيرة لدى التونسيين إذ أنَّهم يستعملونه في شتى المجالات منها الألبسة والأغطية والمفارش

تُثمِّن تونس إنتاج الصوف حيث تُخصِّص سوقًا لبيع الصوف في المدينة العتيقة للتشجيع على التمسك بالحرف

.التقليدية

لقد برع في قطاع النسيج الرجال والنساء على حدٍّ سواء من الشمال إلى الجنوب. فلكل منطقة طابعها الخاص في

.النسج إذ أنّنا نجد نسيجًا أفقيًّا وآخر عموديًّا

يحط بنا الرحال هذه المرة في منطقة “أولاد عيار” من معتمدية تستور بالشمال الغربي لتونس. مازالت هذه المنطقة

.الريفية محافظة على تقاليدها الحرفية في النسيج التقليدي

.عند زيارتنا لهذه المنطقة سحرنا جمال طبيعتها وطيبة قلوب أهلها

 

اليوم سوف نعيش معا حياة المرأة الحرفية الريفية، فخلف كل بيت كنز مدفون ألا وهي “السَدَّاية” (آلة النسيج

.(التقليدية

فن المرڨوم (بساط أرضي من الصوف)

.نبدأ رحلتنا مع فن ”المرڨوم” وهو مزيج بين فن النسيج وفن الرسم على الصوف

تستيقظ الحرفية في الصباح الباكر فتُسارع لإتمام شؤون منزلها ثم تجلس خلف “السَدَّاية” وتبدأ بالنسج الّذي يتطلب

.تركيزًا عاليًّا

فتُمرِّر خيوط “الطُعْمَةُ” (خيوط الصوف) بين خيوط “الجَدَّادْ”(خيوط “السَدَّاية”) ثم تضربها “بالخْلاَلَةُ” (قطعة من الخشب

“أو الحديد) لتثبيت الخيوط مع بعضها البعض لتُكوِّن أشكالاً هندسيةً متناسقةً ورسومًا ذات دلالات رمزية “كالخُمْسَةِ

.شكل اليد) والأزهار لتتشكَّل لوحة فنيّة تأخذك في رحلة قصيرة لتعيش زمن الحضارة الأندلسية)

يتميّز “المرڨوم” برائحته الزكيّة وألوانه الزاهية الّتي تنشرح لها النفس وصوفه الناعم الذي ينساب بين الأصابع كأنه

.قطعة من الحرير 

.يستغرق إنتاج ”المرڨوم” من ستة إلى ثمانية أسابيع من العمل المتواصل

فن ”الكروشيه” (حياكة الصوف باستعمال الإبرة)

قبل الشروع في “الكروشيه” تختار الحرفية مقاسات الإبرة الّتي يجب أن تتماشى مع مقاس الخيط ونوع القطعة المراد

.حياكتها

.تستعمل الحرفية لصناعة الملابس خيطًا رقيقًا وإبرة صغيرة الحجم  ولصناعة الحقائب خيطًا سميكًا وإبرة كبيرة الحجم

.تنفرد منطقة “أولاد عيّار” بصناعة “كروشيه الفليت” الّذي يتميّز برونق خاص

 يستند هذا النوع من “الكروشيه” إلى حياكة مربعات فارغة وأخرى ممتلئة من خيوط الصوف لتتشكَّل لوحة زخرفية في

.غاية من الجمال والإبداع تسحر الناظر وتبعث فيه البهجة

 فن حياكة القَشَّابِيَّة” (لباس تقليدي تونسي) 

نُنهي جولتنا مع فن حياكة “القَشَابِيَة” وهي لباس رجاليٌّ يُفضِّلون ارتدائها والتفاخر بها نظرًا لمدى جماليتها وفعاليتها

.في مقاومة البرد القارص في الشتاء

.يُعدُّ لباس سكان شمال إفريقيا ولها جذور أمازيغيَّةٌ تتورثها الأجيال بكل اعتزاز

لا تزال “القشابية” تحظى بمكانة مرموقة في منطقة تستور إذ يَحِيكُهَا الرجال من الصوف لمدة تترواح بين أربع و خمس

.أسابيع

.وتتطلب هذه الحرفة الكثير من الصبر والتركيز ولا تخلو من لمسة أنثويّة فالنساء يقمن بتطريزها

.يبقى الصوف من المواد المتجذرة في حضارتنا العربية، وجب علينا الحفاظ عليه من الإندثار فهو يُمثِّل هويَّتنا

 تعمل تونس على تثمين الصوف وتُشجِّع أصحاب المشاريع الحرفية على ضرورة التمسُّك بتراثنا والحفاظ عليه ونذكر من ذلك مهرجان “صوف فريڨا” بالكاف في 27 و29  ماي 2022

إرسال التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Categories
AR